{وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)}{وَإِذَا مَسَّ الإنسان ضُرٌّ} الآية: يراد بالإنسان هنا الكافر بدليل قوله: {وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً}، والقصد بهذه الآية عتاب وإقامة حجة، فالعتاب على الكفر وترك دعاء الله، وإقامة الحجة على الإنسان بدعائه إلى الله، في الشدائد، فإن قيل: لم قال هنا {وَإِذَا مَسَّ} بالواو وقال بعدها {فَإِذَا مَسَّ} [الزمر: 49] بالفاء؟ فالجواب: أن الذي بالفاء مسبب عن قوله: {اشمأزت قُلُوبُ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ} [الزمر: 45] فجاء بفاء السببية قاله الزمخشري وهو بعيد {ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ} خوله أعطاه والنعمة هنا يحتمل أن يريد بها كشف الضر المذكور، أو أي نعمة كانت {نَسِيَ مَا كَانَ يدعوا إِلَيْهِ مِن قَبْلُ} يحتمل أن تكون ما مصدرية أي نسي دعاءه، أو تكون بمعنى الذي والمراد بها الله تعالى.